تأخر الحركة عند الأطفال

تأخر الحركة عند الأطفال: الأسباب والعلاج

تأخر الحركة

يعد تأخر الحركة عند الأطفال من القضايا التي تثير قلق العديد من الآباء والأمهات. قد يكون الطفل أبطأ من أقرانه في تحقيق معالم التطور الحركي، مثل الجلوس أو الزحف أو المشي، مما يثير تساؤلات حول صحة الطفل ونموه. في هذه المقالة، سنناقش بالتفصيل تأخر النمو الحركي للأطفال، أسبابه، كيفية تشخيصه، وأفضل طرق علاج التأخر في الحركة، مع الحرص على تقديم المعلومات بمعايير السيو لتصل بسهولة إلى من يبحث عنها مع مركز همم للعلاج الطبيعي والتأهيل الطبي.

ما هو تأخر الحركة عند الأطفال؟

يشير تأخر الحركة إلى تأخر الطفل في الوصول إلى معالم التطور الحركي المناسبة لعمره. تشمل هذه المعالم الحركية الجلوس، الزحف، الوقوف، المشي، وحتى المهارات الحركية الدقيقة مثل الإمساك بالأشياء.

تختلف هذه المعالم بين الأطفال، ولكن هناك إطار زمني عام يمكن من خلاله تقييم تقدم الطفل. على سبيل المثال:

  • الجلوس: من عمر 6-8 أشهر.
  • الزحف: من عمر 8-10 أشهر.
  • المشي: من عمر 12-18 شهرًا.

إذا لم يحقق الطفل هذه المعالم في الوقت المتوقع، قد يُعتبر ذلك مؤشرًا على تأخر النمو الحركي للأطفال.

أسباب تأخر الحركة عند الأطفال

هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى تأخر الحركة عند الأطفال، منها ما هو بسيط ومؤقت، ومنها ما يحتاج إلى تدخل طبي. من أبرز هذه الأسباب:

1. الأسباب الوراثية والجينية

  • قد يكون هناك تاريخ عائلي لتأخر الحركة، مما يجعل الأمر طبيعيًا لدى بعض العائلات.
  • اضطرابات جينية مثل متلازمة داون أو الشلل الدماغي.

2. مشاكل الجهاز العصبي

  • ضعف أو تلف في الدماغ أو الحبل الشوكي.
  • الشلل الدماغي، وهو حالة تؤثر على حركة العضلات وتنسيقها.

3. نقص التغذية

  • نقص الفيتامينات والمعادن الأساسية، مثل فيتامين D أو الكالسيوم، قد يؤدي إلى ضعف العضلات والعظام.

4. ضعف العضلات أو الجهاز العضلي

  • بعض الحالات مثل ضمور العضلات أو ضعف العضلات الوراثي.

5. الولادة المبكرة

  • الأطفال الذين ولدوا قبل الأوان قد يعانون من تأخر في تطور المهارات الحركية بسبب عدم اكتمال نموهم عند الولادة.

6. مشاكل بيئية ونفسية

  • نقص التحفيز الحركي بسبب قلة التفاعل مع الطفل.
  • تعرض الطفل للضغوط النفسية أو البيئة غير الداعمة للنمو.

كيف يتم تشخيص تأخر النمو الحركي للأطفال؟

1. مراجعة التاريخ الطبي:

يبدأ الطبيب بأخذ تاريخ مفصل عن الحمل، الولادة، ونمو الطفل المبكر.

2. الفحوصات السريرية:

  • تقييم مرونة العضلات وقوتها.
  • ملاحظة حركات الطفل واستجابته للأوامر.

3. اختبارات إضافية:

  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أو الأشعة المقطعية لتقييم حالة الدماغ.
  • اختبارات الدم للكشف عن أي نقص غذائي أو اضطرابات جينية.

4. مقارنة مع معايير التطور:

يقارن الطبيب بين مهارات الطفل ومعايير التطور المناسبة لعمره.

علاج التأخر في الحركة

علاج تأخر الحركة عند الأطفال يعتمد بشكل كبير على السبب الأساسي للمشكلة. فيما يلي الخطوات الشائعة في العلاج:

1. العلاج الطبيعي (Physiotherapy):

  • يركز على تحسين قوة العضلات والمرونة.
  • تمارين مستهدفة لتطوير مهارات مثل الزحف أو المشي.

2. التغذية السليمة:

  • إذا كان السبب هو نقص الفيتامينات أو المعادن، يتم وصف مكملات غذائية مناسبة.
  • الحرص على تغذية متوازنة غنية بالبروتينات والكالسيوم والفيتامينات الأساسية.

3. العلاج الدوائي:

  • بعض الحالات، مثل اضطرابات الجهاز العصبي، قد تتطلب أدوية مخصصة لتحسين الأداء الحركي.

4. العلاج بالأجهزة المساعدة:

  • استخدام أجهزة دعم مثل المشايات أو الجبائر لتسهيل الحركة.

5. التدخل المبكر:

  • كلما تم اكتشاف تأخر النمو الحركي للأطفال وعلاجه مبكرًا، كان العلاج أكثر فعالية.

6. التدخل النفسي والأسري:

  • تقديم الدعم النفسي للطفل والأسرة لتحفيز الطفل على ممارسة الحركة والتفاعل مع بيئته.

دور الأهل في تحسين مهارات الحركة

يمكن للآباء والأمهات أن يلعبوا دورًا محوريًا في تحسين مهارات أطفالهم الحركية من خلال النصائح التالية:

  1. تشجيع اللعب:
  • الألعاب التي تعتمد على الحركة مثل الكرات والألعاب التفاعلية تساعد الطفل على تنمية مهاراته.
  1. تخصيص وقت للتمرين:
  • تخصيص وقت يومي لتدريب الطفل على الحركة يساعد في تقوية عضلاته.
  1. توفير بيئة آمنة:
  • تأكد من أن الطفل يتحرك في بيئة خالية من المخاطر لتجنب أي إصابات قد تعوق تطوره.
  1. الصبر والمثابرة:
  • قد يستغرق علاج التأخر في الحركة وقتًا طويلًا، لذلك يجب على الآباء التحلي بالصبر.

متى يجب زيارة الطبيب؟

يجب على الأهل استشارة الطبيب في الحالات التالية:

  • إذا كان الطفل لا يستطيع الجلوس بعمر 8 أشهر.
  • إذا لم يبدأ الزحف بعمر 12 شهرًا.
  • إذا لم يبدأ المشي بعمر 18 شهرًا.
  • إذا لاحظ الأهل ضعفًا شديدًا في حركة الأطراف أو وجود تيبس في العضلات.

الوقاية من تأخر الحركة عند الأطفال

على الرغم من أنه لا يمكن الوقاية من جميع حالات تأخر النمو الحركي للأطفال، إلا أن هناك إجراءات يمكن اتخاذها للحد من مخاطر حدوثه:

  1. الاهتمام بصحة الأم أثناء الحمل:
  • تناول مكملات الحمل والغذاء المتوازن.
  1. الولادة في بيئة آمنة:
  • تجنب أي مضاعفات أثناء الولادة قد تؤثر على الطفل.
  1. الرضاعة الطبيعية:
  • توفر العناصر الغذائية الضرورية لنمو الطفل.
  1. المتابعة الدورية:
  • زيارة الطبيب بشكل منتظم للكشف عن أي مشاكل مبكرًا.

الخلاصة

تأخر الحركة عند الأطفال قضية حساسة تحتاج إلى وعي ومتابعة من الأهل. من المهم فهم أن الأطفال يختلفون في تطورهم، ولكن التأخر الملحوظ يجب ألا يُهمل. من خلال التشخيص المبكر والعلاج المناسب، يمكن التغلب على تأخر النمو الحركي للأطفال، وتمكين الطفل من تحقيق إمكاناته الكاملة مع مركز همم للعلاج الطبيعي والتأهيل الطبي.

مقالات قد تهمك:
اهمية العلاج الطبيعي بعد الاصابات الرياضية
علاج هشاشة العظام
انواع العلاج الطبيعي

المصادر:

  1. Mayo Clinic – Child Development and Milestones
  2. World Health Organization – Guidelines for Early Childhood Development
  3. American Academy of Pediatrics – Delayed Motor Skills in Children

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *